طلال أبوغزالة : البحرين تتمتع ببيئة استثمارية عالية الجودة

طلال أبوغزالة : البحرين تتمتع ببيئة استثمارية عالية الجودة
غزة-دنيا الوطن
اعتبر الرئيس المؤسس لمجموعة طلال أبوغزالة الدولية البحرين من أفضل الأسواق الجاذبة للاستثمار، حيث تتميز ببيئة وقوانين وأنظمة تجعل منها مقرا ملائما للشركات والمؤسسات العالمية.
وأكد أن مملكة البحرين تسير وفق خطى واضحة، ورؤية بعيدة المدى، بالتركيز على التنمية المستدامة والاستثمار بالإنسان، مع الانفتاح على الاقتصاديات العالمية، والاهتمام بالتكنولوجيا كسبيل لذلك.
ودعا طلال أبوغزالة في لقاء للزميل زاهي علامة مع ''الوقت'' إلى تغيير النظام الاقتصادي العالمي من خلال السماح للدولة بممارسة الرقابة على المؤسسات، وهو ما يخالف الطريقة الأميركية.
وانتقد شكل وحجم التبادل التجاري والاقتصادي بين العرب والولايات المتحدة، حيث أكد أن أميركا مستورد للاستثمارات وليس مصدّرا، ذلك لأن استثماراتها في العالم العربي لا تشكل أكثر من واحد على خمسين من الاستثمارات الخارجية.
وجدد مطالبته بخلق عملة عالمية جديدة بدلا من الدولار، كون ذلك يؤدي من وجهة نظره إلى تخفيف المخاطر وتقاسم الخسائر.
وفيما يلي نص الحوار:

* لماذا اخترتم البحرين مقرا رئيسا جديدا لمجموعتكم؟
- تتمتع البحرين ببيئة استثمارية مشجعة سواء من الناحية التشريعية أو القضائية، فضلا عن وجود قانون ضرائب متقدم، ونظام مصرفي وبنية تحتية معلوماتية عالية، الأمر الذي يسهل العمل علينا. أضف إلى ذلك توافر العنصر البشري، حيث توافر الكفاءات البحرينية. رأينا أن البحرين تناسبنا كأفضل دولة في العالم.

* هل هناك علاقة بنقل مقركم الرئيس من الأردن للخلاف الذي نشب مع أمانة عمان حول استملاك الأراضي في منطقة العبدلي التي تطورها مجموعة الحريري؟
- أبدا.. لا يوجد أي علاقة. أمانة عمان مشروع مرحب به للتطوير، والخطأ يكمن باستملاك الأراضي الخاصة من الناس وبيعها لشركة تطوير العبدلي التابعة لبهاء الدين الحريري وليس لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. الأمانة استعملت قانون الاستملاك للمنفعة العامة، وهو مخالف كون المشروع تجاريا، ما دفعنا للتوجه إلى القضاء. لو كان المشروع للمنفعة العامة - كما يدعون - كبناء مرفق حكومي أو ما إلى ذلك، لقدمنا الأراضي مجانا.
رفعنا الشكوى إلى محكمة العدل العليا وتقدمنا أيضا بدعوة جزائية أمام القضاء الأردني على أمين مدينة عمان بتهمة تقديم مصّدقة كاذبة إلى محكمة العدل العليا بأنها - أي الأمانة - لم تبع الأراضي المستملكة.
قدمنا بدورنا إلى المحكمة مستندات تثبت العكس ونحن بانتظار الحكم. ثقتنا كبيرة في القضاء الأردني، فهو مستقل ولا يخضع لأي نوع من الضغوطات.
المثير في هذه القضية في أن أمين مدينة عمان تحدث عن تزوير توقيعه على المصدّقة المرسلة من قبل الأمانة وهذا ما يثير العجب، والتساؤل.

* كيف تقيمون الأنظمة والقوانين الاقتصادية في البحرين؟
- تتمتع البحرين بأنظمة وقوانين اقتصادية متطورة قادرة على جعلها مركزا للشركات العالمية، لكن هناك - بحسب اعتقادي - تقصير في الترويج لذلك.
أدركت مجموعة أبوغزالة هذه الإمكانات، فالبحرين الأفضل في العالم كسلة متكاملة للبيئة الاستثمارية.
سنصدر قريبا كتيبا خاصا يفسر كيف أن البحرين تعتبر المقر الأفضل للشركات الدولية، خصوصا أنه توجد تشريعات تسمح بتسجيل ما يسمى بمقر إقليمي للشركات وهي خاصية لا تتوافر في الكثير من البلدان العربية المجاورة.

* هل لك أن تحدثنا عن اتفاقية التعاون الموقعة مع الحكومة الإلكترونية في المملكة لمحو الأمية الإلكترونية والتثقيف الإلكتروني؟
- أصدرت الأمم المتحدة تقييما وضع البحرين في المرتبة 13 عالميا، والأولى في الشرق الأوسط من حيث العمل وإنجاز المعاملات إلكترونيا، متقدمة بذلك على الكثير من الدول، ما يجعلني كعربي أشعر بالفخر والاعتزاز.

* ما هي رؤية المجموعة للاقتصاد في البحرين؟
- يكفيني الاستشهاد برؤية سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ''رؤية البحرين ,''2030 فهي تنم عن تفكير سليم وفريد في العالم العربي، يدل على بعد النظر والاهتمام بالتنمية المستدامة وليس بالاعتماد على الطفرات الاقتصادية التي تحدث من سنة لأخرى. هذه الرؤية تشجع أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال للاستثمار في المملكة لأنها تؤمن لهم استقرارا اقتصاديا لفترات طويلة.

* يقال إن العالم سيصاب بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية بكساد لن يخرج منه قبل عقد كامل أو أكثر، ما الحل ؟
- يجب تغيير النظام الاقتصادي الأميركي أولا، بالسماح للدولة بممارسة الرقابة على المؤسسات الاقتصادية والمالية. في أحد خطاباته للعالم العربي طالب الرئيس السابق جورج بوش بتحرير الاقتصاد في الدول العربية وهذا خطأ حيث الرقابة ضرورية لردع المغالطات والمحاسبة. والسوق الأميركية انهارت لأنها خارج الرقابة.
بالنسبة للعرب تعتبر أميركا مستوردا للاستثمارات وليس مصدّرا، ذلك لأن الاستثمارات الأميركية في العالم العربي لا تشكل أكثر من واحد على خمسين من الاستثمارات الخارجية أما بالنسبة لأوروبا وأميركا فالاستثمارات متبادلة بينهم بنسبة 70% وهذه هي الشراكة الحقيقية بين الدول.
أما في العالم العربي فلا يوجد شركة أميركية عربية مشتركة.
اليوم نسمع أن الاقتصاد العالمي يتعافى أما أنا فأرى العكس تماما، كل صباح نسمع بانهيارات جديدة وإفلاس شركات وبنوك، والبطالة إلى ازدياد، ثم يقولون يتعافى الاقتصاد حتى أصبحت أفقد الثقة بنفسي في التحليل الاقتصادي وخبرة الـ50 عاما.
أدت عمليات التجميل في أميركا والغرب إلى تحسين الاقتصاد عندما أخذت الدولة ديون القطاع الخاص فأصبحنا في أزمتين، أزمة الدولة وأزمة القطاع الخاص.
نحن وبما أننا من أكبر عشرين شركة محاسبة في العالم نتبادل الخبرات فيما بيننا، وبعد اجتماع مجموعة العشرين الكبار في لندن، اجتمعنا كخبراء وطالبت شخصيا بفريق لتطبيق ما قررته ''العشرين'' .. رُفض الاقتراح لأن تطبيق المحاسبة سيسبب إفلاس شركات عالمية كبيرة، وهم عملاء.

* كنت قد اعترضت على كلام السفير الأميركي في البحرين حول ميزان التبادل التجاري بين أميركا والدول العربية.. وقلت لا نطلب مساعدات ولا صدقات بل نريد التعامل كشركاء وفق مصالح ؟
- أميركا من أكرم دول العالم في تقديم المعونات والمساعدات، وذلك من باب كسب المحبة والأصدقاء. أرى بوجوب تغيير نظرتها للمنطقة كشراكة كاملة، وليس فقط سوقا لتصدير بضاعتها.
وكان السفير الأميركي في قمة التفهم ووافق أن الكثير من القرارات الأميركية تحكمها الاعتبارات السياسية خصوصا مع خروج اقتصاديات جديدة منافسة كالصين التي تنظر إلى الاقتصاد قبل السياسة.. نطالب أميركا النظر إلى العالم العربي كشريك وليس فقط على أنه العدو للصهيونية.

* قلتم إن زمن الدولار قد ولى، ويجب اختراع عملة عالمية جديدة.. هل تعتقد أن اليورو سيحل مكان العملة الخضراء مع العلم أن هذا الكلام يطول الحكومات والدول وليست فقط الشركات؟
- أنا لم أقصد اليورو تحديدا مع أنه يشكل 30% من التجارة العالمية حاليا، واليوان الصيني 10% في التعاملات العالمية. مصلحة أميركا أن يكون هناك عملة عالمية موحدة لتخفيف المخاطر عنها. قديما طالبت بريطانيا بإلغاء احتياط بعض الدول من عملتها الجنيه الاسترلينيني لتخفيف المخاطر عن اقتصادها ويجب على أميركا أن تفعل ذلك الآن خصوصا أن هناك تعدد عملات عالمية.
إن وجود عملة موحدة علمية يؤدي إلى تقاسم الخسائر مما يخفف الضرر على بلد معين وهذا لصالح الاقتصاد العالمي بسبب الترابط القوي حاليا.

* ما نظرتك للاقتصاد العالمي كرئيس للائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ؟
- هناك نقطتان يجب إبرازهما، الأولى تكمن في أن العالم تغير ولم يعد كما كان. القوة والمصالح والتكتلات تغيرت ونحن أمام عالم جديد، فهو لم يعد أحادي كما في السابق. فهناك لاعب جديد هي الصين، فضلا عن عودة قوية لروسيا. نرى اليوم الكثير من الدول تنتج الصناعات الثقيلة والأدوية وجميع السلع والخدمات ولم تعد مقتصرة على دول بعينها، وأيضا في التبادل التجاري هناك استراتيجيات جديدة تنتهجها الدول.
خذ مثلا الصين التي تسعى لعلاقات صحيحة مع العالم كله ليس كما أميركا التي تهتم بإسرائيل فقط وتنسى باقي العالم، وقد أكد السفير الأميركي في البحرين في جلسة راقية ومفيدة أن أميركا تحجرت في لحظة معينة ولم ولن تغير موقفها لأن المؤسسة التي تصنع القرار في أميركا تسيطر عليها الصهيونية السياسية (المحافظون الجدد)، إضافة إلى الكنيسة الإنجليكية المسيطر عليها من قبل الصهاينة.
الصين لديها أكثر من 5000 اتفاقية شراكة مع دول إفريقيا فقط ودخلت على العالم العربي بشكل جدي للتبادل التجاري، نحن كمجموعة شركاء مع الصين في معهد كونشوفيوس لتدريس اللغة الصينية والثقافة الصينية بشكل شامل. على أميركا تحويل المنطقة العربية إلى شريك اقتصادي.

بطاقة شخصية
- المؤسس والرئيس لمجموعة طلال أبوغزالة الدولية، أكبر مجموعة شركات عربية تقدم الخدمات المهنية في مجالات المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب والتعليم والملكية الفكرية والخدمات القانونية وتقنية المعلومات والتوظيف والترجمة والنشر والتوزيع.
- حصل على لقب قائد المحاسبة العربية، كما تم الاعتراف بفضله في الترويج لأهمية الملكية الفكرية في المنطقة العربية.
- ولد في يافا بفلسطين في ,1938 ثم انتقل إلى لبنان بعد ''النكبة'' في .1948
عندما كان طالباً جامعياً في الأميركية ببيروت، عمل كمعلم ومترجم. وحصل على أول عمل له بعد التخرج في شركة تدقيق. في العام ,1969 قرر لدى سماعه خطاباً حول الملكية الفكرية في مؤتمر تايم- وورنر في سان فرانسيسكو العمل في مجال حقوق الملكية الفكرية إضافة إلى المحاسبة.
- في العام ,1972 تم إنشاء شركتين وهما شركة طلال أبوغزالة (تاجكو) وأبوغزالة للملكية الفكرية (أجيب)، حيث اختصت الأولى في مجال المحاسبة بينما اختصت الثانية في مجال الملكية الفكرية. ومنذ ذلك الحين، أسس ما مجموعه 14 شركة للخدمات المهنية المتخصصة في مجالات متنوعة مثل الإدارة والاستشارات والخدمات القانونية وتقنية المعلومات وغيرها الكثير.
- على مر السنين، نجح في إنشاء شراكات وثيقة مع منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.
- في يونيو/ حزيران 2009 عينت منظمة الأمم المتحدة أبوغزالة رئيساً للائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.

التعليقات